لا أدري كيف أبدأ الكلام, لكن تمت دوافع داخلية تجبرني على أن أكتب عن هذه المعضلة لعلي أجد أذان صاغية أو قلوب رحيمة ترأف بهؤلاء الصبايا.
مر على بدأ الموسم الدراسي شهرين كاملين و مدرسة سيدي عبدالله بن امبارك و سائر المدارس بجماعة قصبة سيدي عبدالله بن مبارك مازالت تتخبط في مشاكل الأربع سنوات الماضية, و يا ليت الأمور تتوقف عند هذا الحد...

فإذا كان تلاميذ السنة الأولى إبتدائي لم يلجوا إلى صفوفهم خلال الأربع سنوات الماضية سوى لبضع ساعات, فقد إستفحل الأمر هذه السنة و أصبح خطيرا أكثر مما كان عليه.
فنفس الأمر يتكرر هذه السنة أيضا, هناك غياب للمعلمة نفسها التي تدعى (ل) بمبررات المرض و تقوم بإحضار شواهد طبية واحدة تلوى الأخرى, و كذلك أصبحت بعض الأقسام تزدحم بالكم الهائل من التلاميذ وصل إلى 48 أو 50 تلميذ في القسم الواحد بعدما كان كل قسم يقسم إلى فوجين تم جمع الفوجين ليصبحا قسم واحد و هو ما أفرز الإزدحام. و لكم أيها القراء الأعزاء أن تتصوروا أجواء 48 تلميذ و تلميذة داخل فصل واحد (هنا أستحضر السؤال المغربي الذي غالبا ما يطرح: واش قاري فالزحام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟).
أما المشكل الثالث فهو مشكل رئيس الجماعة الذي يزاول وظيفتين عموميتين معا وهما رئاسة المجلس الجماعي و مدرس في الآن وقته, فهل يتفرغ إلى المدرسة فيترك مصالح العامة أم يتفرغ إلى العامة فيقع ضحية ذلك تلاميذ السنة الثانية من التعليم الإبتدائي؟
الجواب هو أن السيد الرئيس يحاول أن يكون حل وسط بين هذا و ذاك, لكنه أكيد لن يستطيع. فالسنة الثانية من التعليم الإبتدائي مرحلة مهمة في حياة التلميذ الذي ستؤهله هذه السنة ليكون مقبلا على استكمال تعليمه مستقبلا, فلا ساعة واحدة أو حتى ساعة و نصف قادرة على أن تقوي ذاكرة التلميذ و تساعده على الإلتحاق بالباقي من الفصول المستقبلية في طريق معبدة و خالية من الأشواك.
لكن هنا تظهر المسؤولية الجسيمة التي تتحملها الحكومة و الدولة معا في ذلك بكونها لم تعفي المدرس الذي إرتقى إلى رئيس الجماعة من مسؤلياته كمدرس رغم أن ما سمعناه قبل الإنتخابات هو عكس ما هو عليه الوضع الحالي.
نعم أيها السادة بفعل كل هذه المشاكل يتواجد بفصول السنة الثالثة و الرابعة تلاميذ لم يتعرفوا بعد على الحروف الأبجدية للغة العربية ناهيك عن الفرنسية. تم إنجاحهم من الفصل الأول إلى الثاني و من الثاني إلى الثالث... بميزة يلحق (شيء مضحك).
لكن ما يحز في النفس هو أنه رغم كل هذه المشاكل تظل أهالي هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا بمنطقة لا يعرف سكانها ما معنى المطالبة بالحقوق, تظل أهاليهم و أبائهم يتفرجون و ينتظرون نهاية السنة الدراسية ليسأل الأب ولده أو بنته هل نجحت؟
كل ما يهم هذا الأب هو أن ينجح ولده سواءا ب ميزة يلحق أو حتى يشنق لا فرق, ومن العجب أيضا أنه حين تسأل أب عن مستوى أو القسم الذي يدرس به إبنه يجيب لا أدري ربما الرابع أو الخامس و لربما الثالث...
لكن لا ألوم كل اللوم هؤلاء الأباء الكادحين في سبيل لقمة العيش بقدر ما ألوم مثقفي المدشر و خصوصا أعضاء جمعية الأباء وفي مقدمتهم الرئيس الذي هو نفسه مدرس و رئيس الجماعة الذين لا يحسون بمقدار المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهي بمثابة الأمانة التي خانوها, هؤلاء الذين لم يتحركوا ساكنا رغم المهزلة التي تعيشها المؤسسة التي ننتظر منها أن تخرج إلى الوجود أطباء و مهندسين و شباب طموح إلى المستقبل, وهنا أضع مئات علامات الإستفهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام.
ألا يكفي أن يقوم الأباء بما سبقتهم إليه زيجاتهم النساء خلال السنة الماضية حين قاموا بالمقاطعة و الإعتصام أمام الباشوية, مما أرغم النيابة على إحضار مدرس في وقت لم يتجاوز الأربعة أيام.
إذن فلتحيا المرأة التوريرتية و رحمة الله على رجال هذا المدشر
يقال:" كايموت الواحد على دينو و على بلادو أو ولادوا" لكن الظاهر هو أن رجال توريرت ليسوا مستعدين للموت لا في سبيل الدين و لا في سبيل البلاد أو حتى في سبيل الولاد.







الغيور عبد الحق المربطي